ملخص
تبدو غالبية قلب بيروت الآن وقد تم إعادة بنائها. بعد أكثر من ربع قرن على انتهاء الحرب الأهلية، تبدو المنطقة الآن توليفة براقة من الأبنية المرممة، والبقايا الأثرية والأبنية الزجاجية. المكان الذي اجتذب اللبنانيين يوماً على اختلافهم إلى أسواقه ومقاهيه ودوره السنمائية وفنادقه يبدو اليوم إلى حد ما منطقة بلا تاريخ تملؤها المحلات الفارهة الواسعة والشقق الفارغة. لم يعد قلب بيروت القديم الذي تم إعادة بنائه ليصير وجهة للمال العالمي والسياح كما كان، بل تحول إلى نُصْب باهظ التكلفة للبطر والوهم.
خسرت العاصمة اللبنانية منذ زمن طويل مكانتها كباريس الشرق الأوسط كما حُكِم على جهود بيروت الحالية في منافسة مدن الخليج النفطية بالفشل منذ بدئها بسبب التغيرات في الخريطة المالية والسياحية والتجارية العالمية. خارج وسط بيروت التجاري، تعاني المدينة من إخفاقات حكومية شديدة أضرت بالبلد كله. وسائل النقل العامة شبه معدومة ولا وجود للسكن الاجتماعي. فيما تعتمد حياة ميسوري الحال نسبياً على المولدات الكهربائية والصهاريج الخاصة لجلب الماء، يتزايد اعتماد الناس على مجموعات مذهبية لمساعدتهم على العيش بدل اللجوء للبلديات الحكومية التي تُحتضَر أصلاً. غالباً ما تحصل بيروت على ترتيب منخفض في استطلاعات الرأي المتعلقة بقابلية العيش في مدن مختلفة حول العالم، كما أن تصنيفها بدأ بالتراجع مؤخراً حتى عن جيرانها في الشرق الأوسط كعمّان والقاهرة. تراكمت القمامة في الشوارع في صيف 2015 بينما تظاهر الناس ضد الحكومة تحت شعار “طلعت ريحتكم.”
نوقشت إعادة إعمار وسط بيروت التجاري في العديد من الكتب والمقالات وواجهت سيلاً من الانتقادات من قبل المهندسين المعماريين والنشطاء. يقول المعارضون أن شركة سوليدير الخاصة التي تدير وسط بيروت قوضت مصالح العامة وانتهكت الدستور. كما أزالت مبانٍ أكثر مما يجب وتصرفت بما يخدم مصالح المستثمرين الدوليين فقط. فيما ترد سوليدير على تلك الانتقادات بالتساؤل عن الآليات البديلة التي كان من الممكن لها أن تنجح في ظل الاستقطاب السياسي اللبناني وعجز التمويل. تشير الشركة متباهيةً إلى المباني التي تم إعمارها مكان الأشجار التي نبتت على الأنقاض، فيما يتساءل البيروتيون “ما الثمن؟”
تستطيع حلب تعلم الكثير من الدروس مما حدث في لبنان:
- الإعمار الذي تديره الأقليةُ لخدمة الأقليةِ مآله الفشل
- الأهمية المحورية لقيم المساءلة والشفافية في التخطيط
- يتوجب على حلب عدم التركيز على أوهام المخططين في إعادة إعمار المدينة وما يمكن لها أن تصير، بل التركيز على إعادة إعمار النسيج الأسري ومصادر رزق الناس والاقتصاد المحلي ككل
- على المرونة الاقتصادية أن تكون أحد مفاتيح إعادة البناء
- صحيح أن إعمار قلب المدينة مهم ولكن هذا ينسحب أيضاً على خطة شاملة لكل المدينة
- لن تستطيع إعادة الإعمار رأب التصدعات السياسية العميقة بين الناس، غير أنه بمقدورها إعادة بناء مساحات مفتوحة مشتركة للعامة يتم من خلال الترويج للمصالحة
- قد تعني الحوكمة الديموقراطية أن إعادة الإعمار ستستغرق وقتاً أطول، غير أنها ستكون كذلك على وجه أفضل وستقلل احتمالاًت تعميق الانقسامات الاجتماعية.
لتنزيل الورقة الكاملة باللغة الإنكليزية الرجاء الضغط على أحد الرابطين التاليين:
إعادة إعمار قلب بيروت التجاري (دقة عالية)
شارك
You must be logged in to post a comment.