تعتبر شجرة الزيتون من أهم رموز الحياة والسلام في الشرق الأوسط. فقد كانت جزءاً مركزياً من الحياة اليومية منذ آلاف السنين مما أعطاها قيمة رمزية وأهمية عملية أكثر من الأشجار الأخرى. ذُكر الزيتون في القرآن والإنجيل والتوراة وهناك أساطير مشتركة بين الديانات عن أصل هذه الشجرة. سُمِح لابن آدم الذي طُرد والديه من جنة عدن أن يعود إلى الجنة ويجلب البذور من شجرة المعرفة. هذه البذور كانت لزراعة شجرة الزيتون وشجرة السرو وشجرة الأرز.
اقرأ المزيدمئة ملمح من حلب
دار جان بولاد (جنبلاط)، أبهى قصور حلب
تيفاني فطيمي يوليو 7, 2016عندما كنت أسكن في سوريا، لم أكن قد سمعت عن دار جان بولاد (جنبلاط)، إلا لحين أصبحت في السنة الثالثة من حياتي الجامعية عام 2011. ذُهلت بوجود قصر كهذا في مدينتي ولم تكن مخيلتي تتوقّع روعة هذا القصر. فقط القليل يعرف اسمه ومكانه.
اقرأ المزيدحمار مطعّم عجحش
مشروع حلب مارس 22, 2016
الدكتور المهندس أحمد أديب شعار
نشر الأستاذ عبد الخالق قلعه جي، منذ فترة قصيرة، خاطرة على الفيسبوك سرد فيها مجموعة كبيرة من التعابير الذكية التراثية الحلبية التي تصف الشخص الغبي وتمتد في بعض الحالات لتصف الشخص المعتوه. تبع تلك الخاطرة عشرات التعقيبات الإثرائية، من القراء، لا تقل ذكاءً عن تلك التي أوردها الأستاذ عبد الخالق. شعرت أن هذا الموضوع يصلح مثالاً على غنى التراث اللامادي الحلبي. أستأذن الأستاذ عبد الخالق وقرائه في استخلاص المقالة التالية من عملهم على الشكل التالي:
عبارات تصف الغباء:
مفردات: طشم، طشّوم، بهيم، غبي، أهبل، مختلّ، جدبة، مسطول (مسطّل)، مختل، درخ، لوح، سطامة، سطلامة، لاطَة، دنگلاوي، دبّ، تور، تيس، جحش، بغل، گديش، مصيّف، ويشش، محبحب، مصروع، فَهْمَنْدو، صايح، و درويش.
جمل: مافي بالدفّه ولا بسمار، مأجّر الطابق الفوقاني، برّات التغطيه (حديثه عإيّام الموبايلات)، ضاربين فيوزاتو، راسو سندوق بويا، راسو حيط، عقلو جوزتين بخرج، عطول مدومِغ، مالو عرفان الله وين حيطّو، العما يللي يضربو ما أجحشو، بغل فرنساوي (شموس)، تور مِعلِف، تور للمعلف (ع معلف)، جحش قبرصي، فرخ دب، تور مربوط من دنبو، حمار معبا ببنطلون، ماهو هونة، فهمو ع قَدّو، زبون (زاير) دويرينة (قرية مشفى المجانين)، مضيّع جحشة خالتو (خالو)، ع البركة، الغشم قيتلو، أمو متوحّمة عجحش، لا بهشّ ولا بنشّ، على نِيّاتو، ما بيعرف الخمسة مالطمسة، ما بقرا غير اللي بدفترو، ما بشوف ابعد من أنفو، إلو عرق، طلع عرقو، وقعان عراسو بصغرو، راسو طبل، مو عرفان راسو من دنبو (إجريه)، زيادة عدد، عقلو وحدو، بيفقّع وبقتّل بالقلب، عقلو ستة الّا ربِع، فهمو (عقلو) ع طاقين، عقلو بياخد وبيعطي، دبّ طلطميس مابعرف الجمعة من الخميس، ، مخ طلطميس، فهمو أمطلسي، عقلو ما بفصِّل باب خارج، فرد شقفة، ما بيعرف طه من طاكه، راسو محشي تبن، راسو حيط، كأنّو ماو عايش مع العالم، حمار مطعّم عجحش، الو خشّة، راسه طبل، حطّو بين تلات جحيش مابتعرفو اينا هوّه، بيغرق بنقطة مي، تقللو تيس (او تور) بقللك احلبو، ممخمخ مدومغ، وقت الله خلق الفهم والذوق…. كان فوق، عقلو شرّابة خرج، مابيعرف الواحد من العصاي، عقلو ترللي…يعني كل شوي شكل (بياخد وبودي)، معو خضّة، معو وشّة، شاطّة رويلتو، شيرّة مخطتو، ظوظو قد ظوظ العصفور، الله يعينو على عقلو، نص جدبة، مخو سميك، ما بيعرف الطمسة من اللمسة، ما بيعرف الهمزة من الألف، و ما بينعتب عليه.
وأضاف الدكتور عبد الغفور شهابي: طولو طول النخلة وعقلو عقل السهلة، و مافي في الخرج ولا قنطار.
وأضاف الدكتور خلدون ضياء الدين:
في علم الاتصالات والتواصل يصنف العرب على أنهم من اصحاب high context بمعنى أنهم أثناء التعبير يلمحون ويضربون الأمثال ويضعون الصور في معرض كلامهم استدلالا أو تلميحاً. ولعل في هذه الأمثلة شيئاً من ذلك. أما الأمر الآخر الذي استوقفني فهو كثرتها فلماذا يا ترى؟ هل يعتقد الحلبي أنه أذكى من غيره وبالتالي يصنف الناس؟ أم أنه يعتقد بأن عليه أن يصنف كل إنسان وبالتالي تكثر التصنيفات والتعبيرات؟ أم أن عدد الناس ضعيفي الحيلة والذكاء وربما الفهم جعل الامثلة كثيرة ؟ أم أن بعضها كان نوعاً من أنواع التشفير يستخدم عندما يأتي من ليس من المدينة (ومعروف انه في السوق توجد تعابير يستخدمها تجار السوق لتوصيف الزبون)؟ أفيدونا زادكم الله علماً.
اقرأ المزيدصابون حلب
مشروع حلب يناير 21, 2016مدينة هي أوروبا كثيراً لبعض المدن كحلب. مدينون نحن لحلب لما احتفظت به من إرث معرفي قديم حين اختفى الكثير منه من آوروبا. مدينون لها لأجل إنجيل العهد القديم للملك جيمس، ذلك الإنجيل الذي يعتقد بأنه مستسقى بالدرجة الأولى مما يعرف بمخطوط حلب (Aleppo Codex)، ذلك المخطوط اليهودي الذي قضى نحو ثمانية قرون في المدينة. على صعيد أكثر دنيوية، مدينون نحن جميعاً بشيء لحلب لأجل منتج نستخدمه كل يوم، الصابون.
بدأ صابون حلب باكتساب الشهرة أوروبياً عندما أعاده صليبيو القرن الثاني عشر معهم لبلادهم حيث كان إنتاج الصابون الأوروبي قد بدأ بالانخفاض مع وهن الإمبراطورية الرومانية. تتكون تلك المكعبات الكبيرة داكنة الخضرة من زيت الزيتون و رماد الصودا وزيت الغار، و تعد المستهلكين بالنظافة و البشرة الناعمة. ليس هذا فقط وإنما تعد كذلك بمعالجة الإكزيما والصدفية وأمراض أخرى. لم تتغير طريقة صنع صابون الغار كثيراً على مر القرون، حيث يغلى زيت الزيتون مع الصودا لثلاثة أيام حتى يتحولا لمحلول صابوني أخضر كثيف. يتم خلط زيت ثمرة الغار مع المحلول ويصب الناتج على ورق شمع ليأخذ الصابون شكله.
بينما يبرد المحلول ويتصلب، يضغط الصانعون شعارهم على الصابون ليأكدوا نسبه الحلبي. قبل بدء الحرب، صدرت العوائل الخمسة الكبرى المنتجة لصابون الغار ما يقارب 600 طن من الصابون الحلبي سنوياً بالدرجة الأولى لأوروبا واليابان. إلى جانب المنتجين الكبار، حوت حلب المدينة وريفها ما يقارب 45 مصنعاً صغيراً للسلعة ذاتها. أما الآن فقد تسبب الصراع بعزل حلب عن أسواق التصدير. قصرت سوريا في دعم زراعة أشجار الغار، المعروفة كذلك بالرند، حيث استوردت مصانع صابون الغار في حلب ما يقارب 80%من حاجتها من تركيا. حتى قبل بدء الصراع السوري، بدأ مزيفو صابون الغار بتشكيل تهديد للمنتجين من خلال تخفيض أسعارهم عبر تصنيع منتجات لا ترقى للمستوى الأصيل للصابون الحلبي.
صابون حلب من أقدم ما تم إنتاجه ولا زال يصنع بعد آلاف السنين بالطريقة ذاتها. ما من شك بأن صابون الغار يحقق فعلاً بعض ما يعد به من فوائد حيث أظهرت بعض الدراسات العلمية مؤخراً أن لزيت الغار تأثير قوي كمضاد حيوي ومضاد فطري، ضف على ذلك ترطيبه للبشرة وإثرائها بفيتامينات أ و د.
تستطيع شراء صابون حلب من المواقع الإلكترونية التالية: عبق سوريا، أمازون، إي باي.
اقرأ المزيدالأسواق المتخصصة
رامي عبود نوفمبر 3, 2015خرج بسرعة متوجهاً مع زبونه إلى ورشة خياطة جاره، وقال له:” أبو محمد، هذا الشب من طرفي وعندو ست الاف قطعة ولّادي تفصيل”، فتشكره أبو محمد وخرجنا. وقتها كان لدي ستة أعوام، فسألته: “خال، ليش ما اخدتون انت اش خسران معملك كبير” فأجاب: “لا، انا هلاعندي شغل و موسمي شغال، بكرة اذا بوقف الموسم أبو محمد هو بيبعتلي زبائن”. وقتها اعتبرت خالي ذكي جداً، إلا أنني أدركت لاحقاًزبأن هذه الروح في التعامل بين التجار والصناعيين في حلب كان امراً شائعاً، لا بل أساس في التعامل التجاري. هذا الواقع تعرفت عليه تدريجياً من خلال إطلاعي على الأسواق المتخصصة في حلب.
اقرأ المزيد
كسر الشر
رامي عبود سبتمبر 28, 2015اصطف الأخوة جورج و جوزيف واختهم الصغرى نانسي مع والدتهم جينا على شرفة منزلهم ، كل بيده قطعة زجاج تتناسب مع عمره و حجمه ينتظرون ساعة الصفر. و ما أن حلت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل في الأول من تموز حتى انهمرت امطار الزجاج من شرفات المنازل لكسر الشر، فإذ بها تسكت أصوات المدافع و الرشاشات التي لم تهدأ طوال أربعة أعوام في حلب.لا عجب في ان هذا العام قد شهد عودة قوية لتقليد كسر الزجاج، الذي يمارسه السريان، و الآشوريون و الكلدان و الأرمن بصورة خاصة في مدينة حلب، و الذي يعبر عن كسر الشرور بتكسير الزجاج. لسنوات كان الكثير من الأجيال الحديثة في حلب من أبناء الطوائف المسيحية المذكورة أعلاه، قد تخلوا عن هذه العادة السنوية، باعتبار انها خرافة. إلا اننا نجدها في هذا العام ممثلة للأمل بالسلام في حلب الجريحة.
اقرأ المزيد