من الصعب التحلي بكثير من الأمل حول حلب، إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم، والتي مزقتها الحرب. تفرقّت عوائل، وتقسّمت المدينة، وقُصف ودُمّر الكثير في وسطها التاريخي. أصبحت الحياة لمن بقوا في شرق المدينة نضالاً يومياً ليبقوا أحياء وسط البراميل المتفجرة التي لا تميّز بين أحد في قتلها وتدميرها. سكان المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في غربي المدينة يواجهون مخاوف من العنف والملاحقة المتربصَين.
تغيّرت حلب للأبد، ولكن في النهاية سيُزال الحطام، وستعود الناس والحياة العادية، وسيعاد بناء المدينة. قليلة هي المدن في العصر الحديث التي هُجِرت كلياً، وحتى المدن التي عانت أشد أنواع التدمير من الحروب والكوارث الطبيعية أُعيد بناؤها. لا نعلم متى وكيف سيتم هذا في حلب، ولكننا نؤمن أن الآن هو الوقت للبدأ بالتفكير في تعافي المدينة بعد الحرب.
يستغرق إعادة البناء عقوداً من الزمن، ولكن هذه العملية تبدأ فجأة. وعندما تحين تلك اللحظة، من المهم جداً أن نكون مستعدين. تواجه المدن التي عايشت العنف عشرات المشاكل معاً في وقت تكون فيه هذه المدن غير مهيئة للتعامل مع أي من تلك المشاكل. من يزيل الأنقاض وأين تُأخد؟ كيف يمكن للنازحين العائدين استعادة أملاكهم؟ من هو المسؤول عن الحكم؟ ماذا يجب أن يعاد بناؤه أولاً ومن يقرر ذلك؟ كيف يمكن بناء المجتمعات مع الأبنية؟
مشروع حلب تعاون مفتوح يبحث عن إجابات لبعض هذه الأسئلة. نودّ أن نسمع منكم ونرحب بمشاركاتكم في مدونتنا. نريد أن نسمع عن الحياة في حلب قبل الحرب والآن. نريد سماع وجهات نظر سكان المدينة حول ما ينبغي بناؤه أوّلاً. نريد أن نعرف ما هو مهم لكم في حلب. كما نريد أن نجمع شرائح أوسع من المعماريين ومخططي المدن والخبراء في إعادة البناء لمشاركة المعرفة مع السوريين الذين سيبنون بلدهم. نرجو منكم مساعدتنا في تطوير أفكار لمواجهة التحديات التي ستعيشها حلب.
اقرأ المزيد